ناجي عبدالهادي مدير المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 117 الدولة : مصـــــــر نقاط : 224 تاريخ التسجيل : 11/10/2009
| موضوع: ذكاء الطبيعة وحماقات البشر الإثنين فبراير 01, 2010 7:26 pm | |
| []إن من يظن أن الذكاء هو ما يميز الإنسان دون غيره من المخلوقات هو وَاَهِم أشّد الوهم أو ربما قد يذهب آخرين ليعطوا الإنسان أكثر بكثير من ذلك فيقولون إن الإنسان هو أذكي المخلوقات..... هنا يكون الوهم وعدم الوعي أو صراحة هنا تبداء الحماقة..... لماذا ؟
لان الإنسان العاقل فقط هو من يستطيع أن يدحض كذب هذا الظن وهذا القول, فإن الإنسان وبالرغم أن الله تعالي قد وهبة العقل والتكليف وحرية الاختيار إلا انه هو العدو الأول للطبيعة بل وإذا جاز التأكيد فإنه عدو للكون بأكمله من ارض وسماء .......
تعالي معي لنستعرض القليل من هذا العداء المعلن وأفضل استعراض هو وضع الإنسان في جانب والكون بأكمله في جانب أخر ونشاهد.......
وأول ما نشاهده فكرته في تغير كل شئ حوله بغض النظر عن البحث الجاد في أفضلية هذا التغيير أو إمكانية إضافة شئ ذا قيمه تعود علي الكون بالصلاح...... نجد الكون بأكمله في ارقي وأعظم درجات التناغم والتكامل والثبات...
فالشمس هي الشمس نفس بنورها وبكل الفوائد التي تعطيها للأرض ولمجموعتها, والقمر نفسه القمر لا يمل من الدوران ولا يقطع عنا الضياء ولا ينسي أن يذكرنا كل يوم بحلول الليل أو كل شهر بحضور الشهر الجديد........
والحيوان هو هو لا يأكل إلا إذا جاع ومن اكتساب يده يأكل دون إسراف أو تبذير وكذا الطير في السماء حتي الزرع ينبت رغم المخلفات والسموم التي تلقي في الأرض, والأرض تقاوم وتقاوم باستماتة, لماذا ؟ لان مهمتها الإصلاح في الكون في صوره الالتزام بقانون وجودها وبقائها.......
الكل يقوم بعمله ويسير في درب الحياة للبقاء دون خلل دون بغي ودون تبذير أو إسراف رغم انف الإنسان......... لكن الإنسان لا يرضيه كل هذا بل أراد أن تكون له إراده تفوق قانون الطبيعة, فها هو ذا أزال غابات الشجر باخري خرسانية وبدل فصول العام ليزرع ويحصد في غير الأوان ولعل حاله يقول ها أنا ذا اخلق ولكن يا له من خلق صنعه........
فهل تري من حولك جمالا في البناء الخرساني يقارب جمال الشجر واللون الأخضر والأحمر وكل الألوان الساحرة للكون, وهل تستطيع أن تشم وتتذوق وتشعر بمتعه تناولك ثمرة فاكهه أو خضروات, حتي الماء قد تغير طعمه وربما لونه.
هذا السائل الذي فيه سر الحياة لكل مخلوق ينبض بالحياة وكما قال تعالي ( وَجَعَلّنَاَ ِمنَ اْلّمَاَءِ كُلَ شَئٍ حَيّ ) صدق الله العظيم
حتي رائحة الورود والأزهار قد تبددت, ها هو الإنسان..........
وبالرغم من التزام الطبيعة بالقوانين إلا أن الإنسان لم يعباء بها وظل يطغي ويتعدى علي كل شئ حتي أصبح عدوا ليس علي الكون فقط بل علي نفسه في المقام الأول حتي كان نتاج ذلك الطغيان ظهور كم وافر من الأمراض التي لا ولم تعرفها البشرية قديما.......
وبداء الإنسان يحاربها بأقوى ما عنده من أسلحة فتاكة وبادلته هي الاخري الرد بشراسة يأتي المرض فيحارب بالمضادات الحيوية فيغير المرض من شكله ليتحايل علي هذا المضاد فيغيره الإنسان بعلاج أشد شراسة وهكذا تستمر المعركة والخاسر في النهاية طبعا هو الجسد البشري الذي أصبح أرضا للمعارك وليوقظ كل هذا الخلايا السرطانية القابعة داخل الجسد والمنتظرة أي ضعف أو خلل يمكنها من السيطرة عليه خلاف أنواع أخري وتشكيله فاخرة من أرقي وأشد وأشرس الأمراض التي جاءت لتحتفل علي وليمة نسميها الجسد البشري وليبداء عندها عصر الأمراض المزمنة والقاتلة...........
حتي وسائل المواصلات والنقل أصبحت هي الاخري تمثل مصدر أساسي من مصادر التلوث سواء لما تحدثه من حوادث أو تسرب لغازات الإحتراق السامة والتي تذهب مباشرة إلي الهواء ومنه إلي الرئتين سواء إلي الإنسان أو الطير أو الحيوان ليصبح التلوث الهوائي سائدا....
وتأتي السفن لتكمل المنظومة والخطة المحكمة لطمس كل معالم الإصلاح في الكون لتلقي مخلفاتها في الماء لتقضي علي الأحياء المائية بأنواعها المختلفة أو لتغير من أعدادها وأنواعها وحتي سلوكياتها.......
خلافا للمصانع التي تلقي هي الاخري بالمخلفات السامة ليسقط في البحر بل وأيضا في المياة العذبة المهم أن تتخلص من مخلفاتها دون النظر إلي ما سيحدث للتركيب ألجزيئي للماء.......
فأصبح الكون يعيش بين مثلث التلوث الأرض والماء والهواء, فيا له من عدو أحمق يسعى للهلاك ويجعله هدفه المنشود , هذا هو الإنسان أو الجانب المظلم الذي يحاول الإنسان دائما أن يظهره ويتعامل به مع كل شئ وأي شئ , ونجد من يقول أنه يمتاز عن كل الكائنات بالذكاء !!!!! .....
ورغم ذلك كله وأكثر نجد الطبيعة تقاوم وتقاوم هذا الاستعمار ألتدميري وتحاول أن تخبرنا بأنها لازالت تأمل في عقد معاهدة سلام مع الإنسان رغم كل ما يقترفه من جرائم في حق الكون فنجد الطبيعة تارة لا تخرج زرعا من ارض ما لتقول إن نتاج الزرع لهذه الأرض سيطرح سم قاتل لا يصلح للإنسان لذلك لن أنتجه, هذه مره أو نوع من أنواع الرسائل التي يدركها العقلاء, وتارة أخري تقول لنا سوف أنتج وها هو نتاجي ولكن تأملوا هذا النتاج وسوف يخبركم بمدي صلاحيته فانظر إلي شكل الفاكهة أو الخضروات فإذا وجدتها فقدت رائحتها أو لونها أو طعمها أو حجمها أو شكلها وباقي خصائصها التي تميزها فاعلم انه قد مسها ضررا ما , غير من أي من هذه الأشياء, يا له من ذكاء, فهل تتأمل معي رسالة الطبيعة هذه, فأنت تعرف شكل أو رائحة أو لون حبة بطيخ أو شمام أو خوخ علي سبيل المثال ولكنك إن وجدت أن لونها أو شكل استدارتها غير مكتمل التساوي أو أن رائحتهم لا تدل عليهم فهي بذلك تخبرك إن بها عطبا ما أو لنجد نوع من الخضروات وليكن الخيار انظر إليه لتجد حجمه وقد تحول إلي ثمرة عملاقة وقشرته الخارجية أصبحت ملساء يا لا العجب عندها لا تحتاج إلي تناولها لتعرف ما أصابها من خلل وإذا لم تصدقها فتذوقها فهي تحمل اسمها فقط فلا الشكل ولا رائحتها هي ولا الطعم أيضا, فهل فهمت الرسالة ؟
وإذا أردت القياس بالفعل فتناول شئ مما تخرجه ارض لم يعبث بها الإنسان ولم تنالها فسادة وإفساده ستجد منها الفاكهة والخضروات حتي الأزهار والورود الكل محتفظا بشكله وطعمه ورائحته ولونه وفائدته الهامة لأنهم إذا فسدوا فعندها يفسد الدواء........
فهل آن الأوان لنا أن نعتبر ونكف عن الفساد ونعقد معاهدة بحق واعتذار مع الطبيعة الأم الأولي ـ شئنا أم أبينا ـ علها تسامحنا, أم سنظل في هذه الحرب حتي نفني وتبقي الطبيعة شامخة و ربما شاكرة لرحيل عدوها الأول.
من كتاب الصحة والجمال تحياتي للجميع
ناجي عبد الهادي [/b][/size] | |
|
سعد طه عضو جديد
عدد المساهمات : 8 نقاط : 8 تاريخ التسجيل : 11/10/2009
| موضوع: رد: ذكاء الطبيعة وحماقات البشر الإثنين فبراير 01, 2010 7:56 pm | |
| السلام عليكم ورحمه الله وبركاته موضوع جميل جدا وروعه بس ليا تعليق على الموضوع دى طبيعه بشر ياسيدى الفاضل منذ بدايه الخليقه والانسان شايف انه كدا بيخدم نفسه فى الاول والاخر غير كدا الانسان برضه من زمان فى عجل بمعنى انا مثلا مسافر امريكا مثلا ممكن اركب طياره او سفينه وهاوصل بسرعه لكن مش هروح اعمل سفينه من الخشب وافضل ابنيها وبعدين انزلها واشوف بقى شوف حتاخد اد ايه عامل السرعه ياسيدى الفاضل هو غالب على الانسان من زماااااااااان جدا وربنا قال فى محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم خلق الانسان عجولا صدق الله العظيم ودى طبيعه بشر لانقاش فيها بس احنا على قدر الامكان زى ماحضرتك قولت نرجع للطبيعه بقدر الامكان وليس لعصور سفينه الصحراء وتقبل مرورى واحترامى | |
|
ناجي عبدالهادي مدير المنتدى
الجنس : عدد المساهمات : 117 الدولة : مصـــــــر نقاط : 224 تاريخ التسجيل : 11/10/2009
| موضوع: رد: ذكاء الطبيعة وحماقات البشر السبت فبراير 06, 2010 11:27 pm | |
| العضو العزيز استاذ / سعد مشكور مرورك وأحب أن أوضح أن سياق الموضوع والمقصود بقولي هو العودة الحميده للطبيعة الأم وليس القصد هو العودة للعصر البدائي ولن يرضي عاقل بمثل هذه العوده .... لذا فقد سلطت الضوء علي مفهوم الذكاء للطبيعة كإسقاط أدبي وعلمي من الناحية الفطرية بل ومن ما جبلت عليه هذه الطبيعة بأمر من المولي عز وجل .... او قل هي رسالة مصالحه نتقرب بها الي الام الاولي ـ الطبيعة ـ رسالة تجعلنا نبذل كثيرا من الجهد لنيل هذا التكليف بالبقاء لعمارة الأرض وليس مجرد تشريف يسوقنا إلي تدمير أنفسنا قبل أي شئ تقبل احترامي وارجوا منك مزيدا من مساهماتك وتعليقاتك البناءه
ناجي عبد الهادي | |
|