الإنسان والطبيعة
ان العاقل هو من يدرك ويفهم جيدا بان الأم الأولي والحاضنة هي الطبيعة بما تشمل عليه من ارض وسماء , من ماء ومزروعات , من طيور وحيوانات , من كل الأحياء التي تعيش معنا ولنا , هذه هي الأم نحيا بين أحضانها وحتي عندما تنتهي حياتنا فاننا سوف نسكن في بطنها , فكان لزاما علي كل إنسان ان يفهم ذلك جيدا وان يتعايش مع هذه الحقيقة البينة كما عرفها وتعايش معها كل مخلوق في هذه الطبيعة .....
ومن لا يدرك هذا ويتكيف معه سوف يلقي مصير المخلوقات التي انقرضت قديما , فالطبيعة تتميز بالذكاء والعدل ولا ترضي بأن يعيش معها من يتسم بالغباء أو عدم الفهم فعند ذلك فانها سوف تلفظه لتطويه في عالم النسيان مثلما حدث مع الديناصورات علي سبيل المثال والتي لم تستطيع هذه المخلوقات ان تتكيف مع اختبارات الطبيعة التي نسميها التغيرات المناخية والبيئية فلم يفهم ولم يستطع ان يتعايش او يتكيف معها ولم يدرك ان ذلك كان اختبار ذكاء البقاء الذي تفرضة الطبيعة علي سكانها بين الحين والآخر فكان ما كان واصبح في طي النسيان .........
اذا فالطبيعة لن تقبل الا بالمخلوق الافضل ليبقي معها وليحصل بل ليفوز ويحظي برعايتها ..
فكيف يمكن لمخلوق مثل الانسان ان يكون الافضل ليلقي هذا الاحسان من الطبيعة ؟
ربما كان هذا السؤال من اصعب الاسئلة التي يمكن ان يفهم صعوبتها الانسان المتأمل وربما بل من المؤكد لن يهتم لهذا السؤال الإنسان قليل الذكاء والفهم , لكني اقول لمثل هذا النوع من البشر ان عدم فهمكم هو الذي سيقضي عليكم في النهاية لان بعضكم يعتبر ان الحياة هي تناول الطعام والشراب والزواج والانجاب ثم الموت ....
فاقول لهم ان هذا الفكر وهذه الحياة هي حياة البهائم فهي ايضا تاكل وتشرب وتتزاوج وتتكاثر ثم تموت فاين الفرق بينكما ؟
ربما تكون كلماتي شديدة القسوة ولكنها الحقيقة للأسف واقول للاسف ليس عن كلامي ولكن لان هناك بالفعل من يعيش علي هذا الفكر .....
وإذا انتقلت الي الإنسان المتأمل الذي استطاع دون جهد ان يدرك صعوبة سؤالي فاني سوف اتفق معك واقول ان الاجابة عن هذا السؤال تكمن في فهم او محاولة ادراك قوانين الطبيعة الاساسية ليس من الناحية النظرية ولكن من الناحية التاريخية والتاملية ....
فاول هذه القوانين هو قانون الاصلاح بمعني ان كل كائن حي وكل كائن موجود بالفعل حتي ولو كانت الجبال له طبيعتة المميزة له او الغريزة المولودة معه التي نسميها غريزة البقاء فهي التي تجعله يبحث ويسعي بقدر ما عليه ليحصل علي مسكنه وطعامه ورفيقه للقيام بعملية التكاثر وانتاج أفراد جديدة من نوعه .....
وداخلة ايضا غريزة الدفاع عن نفسه ضد أعداءه الطبيعين أي كانوا , فها هو ذا يبحث عن المسكن والمأكل والتكاثر بالإضافة لوسيلته المميزه للدفاع عن نفسه هذا في الكائن الحي , اما في الإنسان فالطريق يختلف ويزيد علي ذلك اشياء فهو ياكل اما عند الجوع ــ وهذا هو الشئ الطبيعي ــ وياكل ايضا للحصول علي المتعه والتلذذ بالطعام والشراب ــ وهذا هو الذائد فربما ياكل ليتمتع وهو غير جائع .
ونجده يمارس الجنس ليس للتكاثر فقط بل للحصول علي متعته الجسدية ..
وايضا لا يزرع لقدر حاجته هو ولكن للجميع ويبني المساكن العمارات والأبراج السكنيه للغير ولياتي آخرون ليصنعوا ويجهزوا ما زرعة المزارع لياكله اناس آخرون اذا فهي اتفاقية المصالح والمنافع المشتركة والمتبادله بين الناس وبعضهم هذا يزرع وهذا يخطط للبناء وهذا يشيد المنشئات المختلفة وهذا يتعلم الطب ليطبب وهذا يقوم بخدمة الاخرين ليحصل كلا منهم علي منفعته فهي اذا منظومة مكتملة تجعل الإنسان يحيا معها .......
وبدونها لا يستطيع البقاء لاني ادرك ان كلمة إنسان أتت من الأنس أي انه يلزمه من يؤنسه ويتعايش معه ومعهم فهو فرد من كل وواحد من جماعة الكل مكتمل اكتمال الدائرة ومن شذ عن ذلك فهو شاذ عن الطبيعه التي جعلتة دائما واحد من جماعه والجميع يحتاج كلا منهم للاخر .....
فالإنسان اذا يزيد عن باقي الكائنات بالجماعيه المنظمة ليس كالنمل او النحل بل اشد صعوبة وتعقيد لوجود شئ هام وهي العواطف المتباينه الاختلاف والتي لا تماثل أي عواطف باقي الكائنات الاخري ــ عدا غريزة البقاء ــ وللإنسان ايضا القدرة علي التعليم والتعلم وهذه قدره اخري لا تفعلها حيوانات السيرك مثلا فهم يتدربون علي أداء بعض الحركات الاستعراضية ولكن لن تجد واحد منهم استطاع ان يعلم مثيله من الحيوانات ما قد تعلمه حتي وان كان مثيله هذا هو ابنه ......
واهم من كل ما سبق من ما يتميز به الإنسان دون سائر مخلوقات الطبيعة هو الرسالة التي خلق الله الإنسان من اجلها ......
رسالة العمارة في الأرض ونشر الخير للجميع والسلام لكل المخلوقات ..
انها رسالة تكليف وليست تشريف فكان لزاما علي العاقل ان يفهم هذه الرسالة لا ان يفعل العكس كان يدمر الغابات ليحي مكانها المنازل الخرسانية او ان يبيد الحيوانات والطيور وباقي الكائنات لان هذه سياسة استعمارية لا يقبلها عدل الطبيعة ام الجميع ولا يمكن لهذه السياسة ان تستمر وتبقي لان الكون كله كما قلنا يعمل وفق منظومة اشد صعوبة واتقان واكبر من ان تدركها وتحصيها عقول البشـر مجتمعه .........
وحتي اذا نظرت الي قاع المنافع فكيف يمكنك مثلا تفسير علاقة مخلفات وفضلات الحيوانات والنافقه منها وبين جودة المزروعات التي نتناولها ؟
ببساطه تذهب هذه الفضلات الي الارض لتتحلل وتمتزج معها لتصبح غذاء مع باقي عناصر الارض لتخرج لنا انقي وأفضل المزروعات خلاف البترول ومشتقاتة وغيرها الكثير من الاشياء .....
حتي ان الظواهر المناخية التي تحدث نتيجه لعوامل شديدة الصعوبة في التركيب والاسباب تعتبر في غاية الاهمية بل لتحافظ الطبيعة هي الاخري علي بقاءها فهذه الظواهر لها من الاهمية ما تطوله فائدة للطبيعة والكائنات والانسان ايضا فانت مثلا ربما عند شعورك بموجه حاره في فصل الصيف ربما تلعن هذا الطقس الحار ولكنك وقتها لا تدرك ان لهذا المناخ فوائد في اخراج وإنبات وانضاج كثير من المزروعات التي لا يمكن لها ان توجد الا بفعل هذا الطقس الحار وان تزيد ايضا عملية البخر في البحار والمحيطات لتتصاعد الي السماء وتتحول الي سحب مليئه بالماء العذب , وان هذا الطقس الحار له ما له من اهمية رائعة لا يدركا الا المختصين فهل تعرف ان اجهزة تنقية الجسم من السموم هي اساسا الكليتين والكبد ولكن هل تعلم ان هناك سموم شديدة الخطورة علي المدي البعيد تؤثرعلي جميع اجهزة الجسم وعلي العمر الظاهري لبشرة الجلد للانسان وكفاءته العمريه هل تعلم ان هذه السموم لا يخرجها من اعماقها الا هذه الموجه وهذا الحر الذي لا تحبه ولا ترغب فيه وتلجاء سريعا الي المراوح والتكيفات المنزلية لتبقي معها هذه السموم قابعه في اماكنها و انك بذلك تعطل جهاز التعرق الهام والذي بدورة يعمل علي تخفيف الحمل عن الكليتين والكبد .........
والكثير من فوائد هذا الطقس الحار الذي لا نحبه رغم فائدته ورغم انه ربما يستمر لبعض الوقت تبعا لاماكن تواجدنا .........
فنحن لا ندرك قيمة الشيء الا عندما نتامل وندرك السبب من وجوده .......
واذا سألتك عن رايك مثلا في البراكين والزلازل فربما تجيب سريعا بانهما شئ سيئ ولا يحمل الا الخراب والدمار , ولكنك اذا ادركت انهما لولا حدوثهما لما بقيت الارض ثانية واحدة .!!! لماذا ؟
لان باطن الارض ما هو الا آلاف من المكونات والعناصر المنصهره بدرجات حرارة عالية جدا وبسطح الارض قشور تقارب في شكلها شكل كرة من التنس فعندما تزداد درجة حرارة هذه العناصر المنصهره فلابد لها ان تخرج في صورة هزات ارضية وبراكين لماذا ؟ حتي لا تنفجر الارض في اقل من الثانية ولتخرج معها الكثير من خيرات باطن الارض وكنوزها الوفيره الغنية التي نحتاجها للتصنع وللزينة وللاستكشافات , فسبحان الذي خلق كل شئ بحكمة وقدر يعلمه سبحانه ويحيط به ....
وها هي الشمس منذ القدم تعمل كمركز لمجموعتنا الشمسية , هذة المجموعة التي تدور ضمن فلك من المجموعات النجميه الاخري وكل المجموعات تدور حول مركز اخر وهكذا ......
فالشمس تدور وتستمر في ارسال اشاعتها الضوئية وحرارتها الهامة دون كلل او ملل في انتظام هي والقمر الذي يلازم الارض ليخبرنا بمواقيت الشهور والسنون وليحدث ظاهرة المد والجزر الهامه لنا.......
وغير ذلك الكثير من تكامل منظومة الكون المسبح للمولي عز وجل الكل يمضي للصلاح والاصلاح ولكن ....
الإنسان !!!!!!
ياتي ليحاول اعاقة المنظومة بكل ما اوتي من قدرة ليزيد الانبعاثات الحرارية التي تثقب الأوزون المغلفة لكوكبنا لتتزايد معها كمية الحرارة والانبعاثات الحرارية والاشاعة الكونية ويزيد معها نسبة زوبان الجليد في القطب الجليدي مما يعني الارتفاع المتزايد في درجة حراة الطقس اضافة الي طمس وغرق السواحل المطله علي البحور والتي بدورها ستقلص مساحة اليابسة اقل فأقل كلما حاولنا الجور علي الطبيعة .......
رغم ان للطبيعة قانون اخير يقول ( ان لكل بداية نهاية ) ورغم اننا جئنا الي هذ الكون قريبا ومن زمن يعد ويحصي ربما المليون او المليوني عام وهذا قت قصير جدا اذا قورن ببداية نشأت الكون وكما قال تعالي ( هل أتي علي الانسان حين من الدهر لم يكن شئ مذكورا ) صدق الله العظيم
بالرغم من هذا فاننا نمضي وكاننا نتعجل النهاية , ولكنها ستكون نهاية مروعة مفزعة اذا استمرينا في المضي قدما نخالف قوانين الطبيعة وقانون الاصلاح وقانون البقاء لان البقاء دائما وابدا للافضل ولمن يراعي حق الاستضافة علي هذه الارض فجميع المخلوقات ضيفا علي امنا الطبيعة .......
وصدق سبحانة وتعالي حين قال ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ) صدق الله العظيم
وانظر معي الي الفعل كسبت التي تفيد الاكتساب والانفعال للحصول علي الفساد مخالفة بذلك كلمة يسر او كسب التي تاتي طواعية وبفطرة الله سبحانة في خلقة الفطرة السوية فطرة الاصلاح والخلافة ......
فهل نعود الي هذا الفطرة وان نسعي الي افضل حياة بان ناكل الطعام والمزروعات دون ان نضع عليهم ونغمسهم بالمبيدات والاسمدة الضارة وان نلبس الاقطان والخيوط الطبيعية وان نشرب السوائل الطبيعية من مياة وعصائر وان نتحرك سعيا الي الطعام الطازج وليس المحفوظ او المعلب وان نبحث عن في تكوين اسرة تعمر في الكون وليست اسرة يسمع العالم كله صوتهم وعويلهم لانهم ابتعدوا بالاختيار عن منهج الله في كيفية اختيار الزوج والزوجة وشروط الخطبة والتعارف والتدريب علي مصاعب الحياة القادمة بعد الزواج .....
فلنا الله وندعوة الا يعامانا بما نحن اهله حتي لا يعذبنا ولكن يعاملنا سبحانة بما هو اهله فهو اهل الرحمه واهل المغفرة .
من كتاب الصحة والجمال
احد مؤلفات خبير العلاج الطبيعي
أخصائي / ناجي عبد الهادي